: ""

8 / 2020 Twitter . .

  • قسم المتابعة الإعلامية
  • بي بي سي

8 سبتمبر/ أيلول 2020

أثارت خطبة إمام وخطيب الحرم المكي عبد الرحمن السديس التي دعا فيها إلى حسن الحوار والمعاملة مع اليهود، لاستمالة قلوبهم للدين، جدلا واسعا عبر صحف ومواقع عربية. واعتبر البعض أن تصريحات السديس دعوة للسعودية للتطبيع مع إسرائيل، بينما دافع عدد من الكتاب عن موقف السعودية الداعم للقضية الفلسطينية.

"إعلان مضلل"

تقول إحسان الفقيه في القدس العربي اللندنية إن خطبة السديس "كانت بمثابة إعلان مضلل، ظاهره التسامح، وباطنه الترويج لجريمة التطبيع، تلك هي زبدة الحكاية، غير أن الإجمال هنا لن يغني عن التفصيل... الإرهاصات والدلائل والإشارات على قرب إعلان السعودية التطبيع مع الصهاينة تزيد يومًا تلو يوم، فلم تعقّب الحكومة السعودية على إعلان التطبيع الإماراتي بما يعتبر مباركة، بل إنها فتحت مجالها الجوي لعبور الطائرات الإسرائيلية إلى الإمارات، وهو ما أشاد به نتنياهو".

وترى الكاتبة أن "الحكام أصبحوا في واد والشعوب في واد، ولو كان للشعوب تأثير ذو بال على التوجهات السياسية ما انفردت الحكومات بتلك القرارات البشعة والإجراءات المجهضة لقضايا الأمة الكبيرة. على الشعوب أن تحذر من الوقوع في ما يريد المطبعون أن تقع فيها، وهو التعامل مع الصهاينة المحتلين على اعتبار أنهم هم اليهود الذين لم ينهنا القرآن عن الإحسان إليهم ومسالمتهم والبر بهم، فالصائل المعتدي ليس له إلا العداء ولو كان مسلما، والمسالم له البر وحسن المعاملة ولو كان يهوديا، ولا عزاء للسديس وغيره من الأبواق المروجة لسياسات الأنظمة، ولو كانت خطبهم مبخرة بعود الغرقد، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

يقول بشير عمري في رأي اليوم اللندنية إن "السديس الذي ظل يبكي الناس في رمضان من خشية الله وعذابه، داعيا إياه لسحق ومحق الكيان الصهيوني الغاصب انقلب يدعو إلى التصالح والتطبيع مع هذا الكيان".

ويضيف الكاتب: "لا أعتقد أن السديس ومن يزامله في ما يسمى بكبار هيئة العلماء ... في مستوى فهم التاريخ وعناصر الصراع المكنونة فيه والمكونة لحركته، حتى تكون لهم وفق ذلك الاستطاعة على التأصيل المستحيل للواقع، من خلال اختلاق التأويل الخاطئ لمسرودات السيرة النبوية واتخاذ بساطة ومحدودية الظاهرة فيها التي لا يعدو مغزاها ومعناها المدى الاجتماعي إذ ذاك لتفسير وتبرير قرار خطير لأمير أقل ما يمكن نعته به الرعونة".

على المنوال ذاته، يقول أحمد زكي في عربي22: " بينما يحاول العرب والمسلمون التعافي من الطعنة الإماراتية في ظهر فلسطين وأهلها، طعنوا طعنة جديدة لكنها أشد إيلاماً بكثير من الأولى فهي لم تأت من مكان عادي بل من مكان له قدسيته وأهميته الروحية لخُمس سكان المعمورة: إنه بيت الله الحرام في مكة المكرمة، في خطبة السديس".

ويضيف الكاتب أن "ما حدث من خطبة السديس وما سيحدث ممن على شاكلته هو محاولة محكوم عليها بالفشل لتمييع شعائر الدين بما يخدم بقاء الحاكم ومصالح حاشيته بصورة تجعل كل من يرفض هذا الخنوع خائناً للبلاد وربما مرتداً عن الإسلام والعياذ بالله، لكن لا يدرك هؤلاء أنهم وأرباب نعمتهم يسيرون في طريق نهايتهم، فتعاليم الدين واضحة وأولها ألا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

"قضية العرب الأولى"

في المقابل، تقول الرياض السعودية في افتتاحيتها إن قيادة المملكة تعتبر "قضية فلسطين قضية العرب الأولى بلا منازع. ويعكس مضمون الاتصال تمسك المملكة الدائم والثابت بإيجاد حل عادل للفلسطينيين، هذا الحل - من وجهة النظر السعودية - لا يتحقق إلا بتأسيس دولة فلسطينية مُعترف بها دولياً على حدود 1967، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، مقابل تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل، وهذا جاء ضمن مبادرة الدول العربية التي تقدمت بها المملكة في اجتماع القمة العربية العام 2002".

وتقول وفاء الرشيد في الوطن السعودية إنه "برغم كل التحديات الاقتصادية والصحية والسياسية التي تواجهها السعودية لم يتوقف الدعم المالي السعودي للحكومة الفلسطينية حتى في أوج أزمة هبوط أسعار النفط الخام، إذ بلغ متوسط الدعم السنوي السعودي نحو 200 مليون دولار أمريكي سنوياً، بحسب بيانات وزارة المالية الفلسطينية نفسها، وأن الدعم السعودي في الربع الأول من عام 2020 الحالي شكل الدعم السعودي ما نسبته 96.3% من إجمالي الدعم العربي البالغ 31.7 مليون دولار ! وإن إجمالي قيمة التبرعات بلغت 800 مليون دولار منذ عام 1994 حتى نهاية 2018".

ncG1vNJzZmivp6x7o67CZ5qopV%2BWv6KuyJxmoqaknbKxvsSsqmZtZGWEdX2RcA%3D%3D

 Share!